دائرة سطيف: دورها في انتفاضة 8 ماي 1945 (دراسة اجتماعية – سياسية)

Loading...
Thumbnail Image
Date
2016-06-29
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الملخص (بالعربية) : إنّ الفصل العنصري بين المستوطنين المحتلين والجزائريين والتمييز بينهما هو المبدأ الأساسي الذي تبنته وعملت به سلطات الاحتلال الفرنسي في الجزائر منذ 1830، ولعل أهم المظاهر السياسية والقانونية والإدارية لتلك العنصرية الاستعمارية نظام الدوائر (Arrondissement)،والبلديات بأنواعها المختلفة التابعة لها (كاملة الصلاحية وغير كاملة الصلاحيات، وأهلية)، التي استحدثت منذ 1871، ومن تلك الدوائر دائرة سطيف المستعمرة، وظهر لنا من خلال دراستها من كل جوانبها أنها نعمة على المحتلين سلطة ومستوطنين ونقمة على الجزائريين الذين تعرضوا فيها للتهميش وعانوا من الثالوث الأسود الجهل، الفقر والجوع. ولم يتبدل وضع الجزائريين في دائرة سطيف أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي كل المجالات، عما كان عليه الحال من قبل، لكن جاءت الحرب بمتغيرات جعلت الجزائريين ينشطون ويظهرون حيوية منقطعة النضير أقلقت المحتلين، ففي المجال الاجتماعي استمرت خصوبة الجزائريين فكان عددهم يزداد من سنة لأخرى رغم ارتفاع وفياتهم، بسبب الظروف السيئة التي يعيشونها في ظل إهمال سلطات الدائرة وبلدياتها الاستعمارية توفير لهم الخدمات الصحية اللازمة، إنّ خصوبة الجزائريين أقلقت المستوطنين، وجعلت حكام الدائرة يتساءلون عن مصير الاستيطان والاســتعمار في المنطقة السطايفية والجزائر عامة، إذا استمر الوضع على حاله سنين أخرى، و توسلوا لدى سلطات الحكومة العامة وعمالة قسنطينة الاهتمام بهذه المسألة وإيجاد حلول مستعجلة لها لخطورتها على الوجود الفرنسي في الجزائر برمته. وفي المجال الثقافي ازدهرت الحركة العلمية والفنية والإصلاحية الهادفة إلى إحياء مقومات الشخصية الجزائرية، ومن مظاهر هذا الازدهار فتح مكتبات (مكتبة الترقي العربي ...)، وتأسيس أفواج كشفية، وتكوين فرق رياضية ...، ومدارس عربية حرة ( مدارس: الفتح، أحباب البيان، إحياء علوم الدين، خراطة، عموشة، الإصلاح ...)، وذلك بفضل شخصيات محلية اتصفت بالوطنية والاستعداد للتضحية بكل ما تملك في سبيل سعادة الجزائريين الذين همشتهم السياسة الاستعمارية القائمة على التمييز العنصري في الدائرة، لذلك نصب المحتلين سلطة ومستوطنين لهم العداء والحقد، فوصفهم حكام الدائرة والبلديات التابعة لها الاستعماريين بشتى النعوت المقيتة كالمتعصبين أو أصحاب السوابق العدلية، وترصدوا لهم لتصفيتهم جسديا!. وقد نجم عن تطور الوعي الثقافي والسياسي وما حملته الحرب العالمية الثانية من تغيرات كره الجزائريين للاستعمار وأصبحوا أكثر تعلقا بالاستقلال والحرية، هذا الوعي أثمر حركة سياسية جزائرية شعبية جديدة وهي "حركة أحباب البيان والحرية". كانت تلك الحركة تشكل جبهة تجمع فيها التيارات الجزائرية الوطنية، وحملت برنامجا طموحا ومطالب سياسية راديكالية، لذلك فإنّ عيون الاستعمار لم تنظر بعين الرضا لهذا التجمع الآخذ في التوسع في أوساط الجماهير وعادت كل من ناصره وانخرط فيه بالخصوص الأبطال: حسان بلكيرد، عبد القادر يعلى، الشهيد عيد القادر بن علاق، والشهيد محند أعراب حنوز، محمد الطيب حكيمي، والشيخ رابح بن مدور، والحواس بلميهوب...، الذين كانوا من أبرز نشطائها في دائرة سطيف. إنّ مجموع الهواجس الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية التي انتابت المستوطنين وسلطات الاحتلال أثناء الحرب، والتخوف من اختلال موازين القوة بينهم والجزائريين أو كما عبر عنه (Catroux) ذات يوم قبل المجازر بالعاصفة، والإيديولوجية الكولونيالية العنصرية هي التي أدت إلى ارتكاب المجازر في حق الجزائريين. إنّ مجازر 8 ماي 1945 في دائرة سطيف أو في مناطق أخرى من الجزائر، بقدر ما كانت شاملة لم تستثني أي طبقة أو فئة من المجتمع الجزائري، فقد كانت أيضا منظمة وتسير وفق منهجية محددة ترمي إلى خلق ظروف ملائمة للمحتلين ليكونوا الأسياد الأوحدين على الجزائر، ودليلنا في ذلك استهداف رموز نهضة الجزائريين في الدائرة من المثقفين والناشطين يشهد لهم الجميع بالوطنية والنبوغ والنشاط والحيوية والتضحية مع التمثيل بهم قبل قتلهم كالشهيداء والأبطال الذين ذكرنا أسمائهم في دراستنا المتواضعة. يمكن القول، أن النظام الاستعماري بعنصريته تلك، وبالتناقضات التي يحملها في ثناياه، كان يحمل بذور فنائه. ولم يكن القمع العسكري هو الحل المناسب بالنسبة له، ولكن دواء مر لابذ منه، فحسب تصوره سيتمكن بفضل سرعة وفعالية القمع، من إخماد الانتفاضة وهي في المهد،و الحيلولة دون توسعها، لتشمل مجالا جغرافيا أكبر، ولتمتد لفترة زمنية أطول كما أنه بتلك الفظاعة أراد أن يعطي أبرز الدروس، لكل من تسول له نفسه المطالبة بالسيادة الوطنية،في الجزائر وسائر المستعمرات الفرنسية. ولكن النظام الاستعماري من جهة أخرى خسر ثقة الشعب الجزائري بالكامل. وبالفعل زادت الأحداث من اتساع الخندق الذي يفصل الجزائريين بالفرنسيين، فكانت المنطقة وسكانها من أشد المساهمين في الثورة التحريرية الكبرى في 1954. Résumé (Français et/ou Anglais) : Depuis 1830 les autorités coloniales en Algérie en adopté le mode de la ségrégation et la séparation raciale entre les deux communautés existante en Algérie européenne (coloniale) et Algérienne. Parmi les apparences de ce racisme colonial pratiqué en Algérie l'organisation administrative dont les Arrondissements telle que celle de la région de Sétif. Apres étude de cet arrondissement sur tous les plans on a constaté qu'il servait seulement les intérêts des colons européens au détriment des intérêts de la communauté Algériennes. Cette situation n'a pas changé d'un iota pendant la deuxième guerre mondiale au niveau des lois coloniales. Par contre la seconde guerre mondiale était une occasion propice au Algériens de démontrer leurs qualités et aptitudes à accéder au droits et à un statut meilleure non seulement au Français humilié par leurs défaites face à l'Allemagne mais aussi au monde. Ces changements ont causés une grande peur aux autorités coloniales Françaises en Algérie et au sein de la minorité européenne coloniale qui se posaient des questions sur leur devenir et celui de leurs intérêts en Algérie en s'opposant à tout changement à la fin de la guerre. Pour se débarrasser des revendications légitimes de la communauté Algérienne et faire retourner la situation comme elle était avant le déclanchement de la deuxième guerre mondiale ils ont commis les massacres du 8 mai 1945 contre les Algériens. Ces massacres impunis jusqu'à aujourd'hui et susceptible d'être condamnables par les lois internationales comme crimes contre l'humanité leurs principales caractéristiques sont: leur étendues dans l'espace et le temps et les énormes moyens militaires utilisés. Si les massacres ont étés commis sur toute la communauté Algérienne sans distinctions d'âges, de sexes, de statuts sociales et intellectuelles, il est actuellement vérifié que les massacres en visés spécialement certaines personnalités Algériennes de l'arrondissement de Sétif comme les martyres : Ben allègue Abdelkader, Hakimi Mohamed Tayeb, Hanouz Mohand Arab, Belkired Hassen… Les autorités coloniales pensaient en finir avec les aspirations du peuple Algérien à l'auto - détermination en commettant ces massacres mais en vérité dix ans après c'était le déclanchement de la grande guerre de libération de 1954. l'arrondissement de Sétif et sa population Algérienne (dont les enfants des martyres de 1945) ont joués un grand rôle jusqu'à l'indépendance en 1962.
Description
Doctorat en Sciences
Keywords
Citation